ماذا يحرك العقل الإنساني
ماذا يحرك العقل الإنساني ؟
لابد لنا أن نعترف بأن الإنسان قد شغلته كثيرا ظواهر الطبيعة من حوله. فظهور الشمس ثم غروبها وتوالى الليل والنهار ثم الصواعق والبراكين والزلازال والعواصف وضؤ البرق و أصوات الرعد كلها. أشياء لم تكن رهن اشارته أو رهن رغباته بل يفاجئه صوت الرعد ويصيبه ركام وحرائق البراكين. خلاصة القول أنه كان أسيرا لقبضة الطبيعة القاسية الموحشة. لكن الإنسان ليس كيانا حسيا فقط. ولكنه كيانا جسمانيا حسيا وعقلا مدركا وظهور العقل قد أنشأ بالضرورة ثنائية لا تنفصم عراها داخل الكيان البشرى فلا مناص إذن من أن يواجه الإنسان ثنائية وجوده ليس بالتفكير وإعمال العقل والبحث والاستنباط، ولكن أيضا من خلال ممارسة الحياة نفسها ويعزز هذا الرأى قول أرسطو في كتابة ما وراء الطبيعة بأن المعرفة الإنسانية تنشأ وتتولد من جملة الدوافع والميول الأصيلة في تكوين الطبيعة الإنسانية يتم ترجمتها ويعلن عنها من خلال ممارسات سلوكية والقيام بأفعال أو ردود أفعال.
ولعل أبرز تلك القضايا التي يقف أمامها البشر في حالة من الحيرة والتساؤل والعجز، هي قضية الموت. ويتوقف (برستد ) أمام نصوص الأهرام بوصفها أقدم النصوص التي تتعرض للموضوع فيقول إن النغمة الكبرى والمسيطرة على تلك النصوص جميعا هو الرفض والإحتجاج الدائم والثابت المصبوغ بالنبرة العاطفية ضد الموت ويصفها قائلا "إنها أقدم سجل لأقدم ثورة إنسانية ضد عالم الظلام والصمت الذى لم يعد منه أحد. ولا ترد كلمة (الموت) إلا منفية أو منسوبة إلى عدو (۱)
تعليقات