الثقافة السينمائية الجديدة
نحو ثقافة سينمائية جديدة
1 - محاولات الرواد
نشأ النقد السينمائي مواكبا لتلك العروض المدهشة التي قدمها الإختراع الفني العجيب، والذي تحيرت الصحافة في وصفه والتعبير عنه آنذاك - ولقد تراوحت التسميات المختلفة، ما بين الألعاب السحرية، والصور المتحركة، والسينما توجراف .. وغيرها من المسميات (۲) ، وذلك قبل أن تستقر التسمية عند مصطلح العرض السينمائي.
فمنذ السبت الموافق ٢٥ ديسمبر ۱۸۹۵ عندما قام الأخوين (لوميير) بتقديم أول عروضهم السينمائية في مدينة (باريس) في المقهى المعروف باسم (جراند كافيه برز الى الوجود فن جديد حمله الإختراع العلمي المبتكر والذي كان تطويرا عن ميراث قديم سابق لعروض الفانوس السحرى والمحاولات اللاحقة لإمكانيات عمل عروض متحركة للصور الثابتة الزيتروب أو عجلة الحياة، والكينتوسكوب أو غيرها .. ) . ومنذ ذلك الوقت خرج الى الوجود فن جديد؛ هو تصاهر واندماج للعديد من الفنون المعروفة مع حرفيات وآليات تكنولوجية تتطور بسرعة. ورغم أن الفن الجديد يتأسس على مرتكزات رئيسية أربعة تتمثل في قوة اقتصادية تشكل مصادر تمويل مختلف الخطوات السينمائية وتطورات تكنولوجية تحسن من طرق ومستويات المنتج الفنى سواء على مستوى آلة التصوير والعرض أو عمليات الطبع والتحميض وادخال الصوت ... الخ، وكذلك جماليات ترتقى بشروط العمل الفني ثم أخيرا جمهور للمشاهدة والذى يعتبر إقباله على الفيلم مصدرا رئيسيا في عملية التمويل إلا أن التركيز الأكبر كان على محورى التمويل بوصفه عصب العملية الإنتاجية وكذلك آليات التطور التكنولوجي.
فلقد كانت لطبيعة النشأة وظروف الميلاد الخاص بذلك الفن شروط وموجبات عكست نفسها - ليس فقط على المادة النقدية المحررة ولكن - على اتجاهات النقد السينمائي فيما بعد ولفترة طويلة. فإهتمام الصحافة والمجلات بذلك .
تعليقات