بداية إختراع السينما




 السينما (فاتحة السمعي البصري

من المخترعات التي تولدت عن الثورة الإلكترونية، بعد الإذاعة المسموعة (الراديو) السينما. وتعتبر السينما فاتحة عالم الوسائل السمعية البصرية الساحر، وذلك بعد السيطرة الطويلة للوسائل المطبوعة والبروز المتزامن تقريبا للراديو إلى الساحة الإعلامية كمنافس قوي.


كانت بدايات الفن السابع (السينما) صامتة عن طريق عرض صور متحركة في نهاية عام 1895 بباريس. وذلك بعد سنة تقريبا من ظهور أول آلة للعرض السينمائي. وكان هذا العرض الأول عبارة عن شريط سينمائي دام حوالي ثلاث دقائق قام به المخترعان الأخوان لوميير" (Lumiere). وقد تم عرض هذا الفيلم في مسارح عادية مجهزة بشاشة في عدة عواصم أوروبية قبل أن يعرض في أمريكا.

ثم توالت عملية تحسين آلة التصوير وآلة العرض بعد فترة الانبهار هذه التي شهدت سيطرة فرنسية. بعد ذلك، بدأ تفوق السينما الأمريكية ولا يزال حتى الآن. ولكن السينما ظلت صامتة وغير ملونة، حيث اقتصرت كلمات أفلامها على العناوين المطبوعة ثم على التعليق أو الشرح المكتوبين ولمدة طويلة نسبيا (1927: أول جريدة سينمائية ناطقة و 1926: تسجيل أول فيلم ملون). إلا أن ذلك لم يمنع من تطوير تقنيات الفيلم السينمائي والابتعاد عن مجرد تسجيل حركات الممثلين، فبدأ الفيلم السينمائي باستخدام رصيد الفنون المسرحية والخزان الهائل للنصوص الأدبية العالمية. أما تقنيات تصويره، فكانت في بداية الأمر متأثرة بتقنيات المسرح ... حيث بدأ بتنصيب كاميرا ثابتة أمام ممثلين يتحركون وكأنهم فوق خشبة المسرح. واستمرت السينما على هذه الوضعية حتى عام 1903، حيث قام المخرج الأمريكي لودوين بورتر" (Porter (E) بتصوير أول فيلم بكاميرا متحركة، وذلك لاقتناعه بأن لحجم اللقطة السينمائية تأثير بالغ على الجمهور. ثم تلاه التطوير النوعي الذي أحدثه الفنان الأمريكي "د.

و غريفت" . .Griffith W) عام 1915، عندما صور فيلمه الأول مستعملا الكاميرا استعمالا حرا وفي حركة متتابعة. كما استخدم أحجام اللقطة التصويرية المختلفة ومن زوايا متعددة في إيصال بعض اللقطات ببعض التغيير المدلول، فاتحا بذلك عهد المونتاج السينمائي" الذي مازال مستعملا حتى الآن. ولم يكتفي هذا المخرج الملقب بـ أبي السينما" في أمريكا بذلك، حيث ابتكر في فيلمه الأول طريقة التشويق المستمر للمشاهد بجعل بطله يتخبط في مشاكل

١٥٣


ليتم إنقاذه في ه في النهاية. ومن هنا بدأ الاهتمام البالغ بتقنيات التصوير والأسلوب الذي تعالج بسه المواضيع بغية إمتاع الجمهور والتأثير عليه... فظهرت الأفلام الإخبارية ثم الأفلام الروائية Technicolor, Vistavision, Projections spectographiques ( صاحبتها لاحقا تطورات تقنية جديدة وفي روسيا أصبحت السينما أهم الفنون التي تستعين بها .) dioptries multiples, à reliefs, etc. الدولة في نشر مذهبها الشيوعي. وهناك ظهر ما يسمى بالجريدة السينمائية التي كانت تعتبر ملحقا لصحيفة "البرافدا السوفييتية. وفي هذه الفترة بالذات، أي بين الحربين العالميتين، بدأت المنافسة الشديدة بين السينما في أوروبا وأمريكا لتفرض هذه الأخيرة سيطرتها منذ ذلك الحين حتى أصبحت توجه وتتحكم في أذواق الناس وفي القارات الخمس انطلاقا من هوليود. وإذا علمنا الأثر البالغ للسينما في تكوين الرأي العام ونشر الثقافة المسيطرة أدركنا وتبين لنا مدى خطورة هذه الوضعية الشادة التي تهدد الكيان والهوية الحضارية للمجتمعات التابعة في هذا المجال مثل مجتمعاتنا. وبالرغم من شعور معظم الدول بذلك إلا أنها لم تتمكن من صد السيل الجارف للإنتاج السينمائي الأمريكي الذي لا يتورع كما لاحظ ذلك اللورد نيوتن - في استعمال وسيلة الاتصال هذه في عملية دعائية ضخمة لبلدهم، لأنفسهم، لأفكارهم )Terrou, F.: 1974, 101( ولمنتوجاتهم


هذا، وإن هذا الإنتاج السينمائي الضخم الذي أصبح يستعين اليوم بالكومبيوتر ومؤثراته المرئية والصوتية وقدراته التركيبية منذ (1969) وإمكانات الرمامة والتجسيم (Prosthesis) والتجميل غير المحدودة، بالإضافة إلى الإمكانيات المالية والتنظيمية والبشرية الهائلة التنفيذ التأليف، الإخراج، التصوير الموسيقى التمثيل، كتابة السيناريو، هندسة الديكور، التركيب، التجميل، الخداع البصري، التسويق ..... جعل نجاحه في دول الجنوب ووقوفه أمام التدفق السينمائي الأمريكي أمرا مستحيلا في إطار التبادل الإعلامي الحر والمواجهة المتفرقة له... فلابد، إذن، من وضع حدود جمركية له أولا ثم التكتل ثانيا. وهو ما تحاول أوروبا القيام به حاليا للمحافظة على الثقافة اللاتينية خاصة، ولكن بدون جدوى لحد الآن.

ولقد كثر الكلام في هذا المجال عن وجود مدرستين للسينما الأمريكية والإيطالية ترى الأولى أن السينما صناعة كاملة قوامها مادي (صناعة وإنتاجا وتوزيعا يهدف أساسا إلى كسب أكبر عدد ممكن من الجمهور بشتى أنواع الخدع البصرية والصوتية، بينما تفهمها الثانية على . أنها فن تيسر له الصناعة وسائل التعبير والظهور. ولكن الظاهر أن الغلبة الآن وفي معظم البلدان للواقعية الاقتصادية.

تعليقات

اترك تعليقك علي الخبر

Heah seo

الأرشيف