دور الصحافة الطبية في تنمية الوعي الصحي

 


فقد نعي تماماً ما هو الوعى ، ولكن لانستطيع أن نعطى للآخرين تعريفاً لما ندركه نحن بوضوح دون أن يحدث خلط والسبب في ذلك بسيط هو أن الوعي عتيد في جذور كل المعارف ).

فالوعى يعنى لغوياً الفهم وسلامة الإدراك وهو في الاصطلاح إدراك الفرد لنفسه وللبيئة المحيطة به .

ويعرفه د. عبد الباسط عبد المعطى فيقول هو إعادة إنتاج البشر للواقع في شكل أفكار وتصورات ونظريات في مرحلة معينة من التطور التاريخي وبالارتباط معه (۳)...

وعرف روبرت الوعى فقال : الوعى هو محتوى العقل ، فهو كل شيء نستمد منه الخبرة المباشرة شكلا إدراكنا .. مشاعرنا .. إحاسيسنا ... تصوراتنا .. أفكارنا ، فهو الإجمالي العام للخبرة ).

ويمكن تحديده بصورة أدق بأنه حصاد إدراك الناس وتصوراتهم للعالم المحيط بهم بما يشتمل عليه من علامات بالطبيعة وبالإنسان وبالأفكار وهو إدراك تصور يتحدد مجاله بينائيه تاريخية المجتمع معين بمعنى أن للوعى طابعه التاريخي البنائي . (0)

فالوعي الاجتماعى وعى عام يشتمل على أحاطة أفراد المجتمع بمجمل القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وحتى العلمية التي لها دخل في حياتهم ومن ثم فإن للوعى الاجتماعي أنواع من الوعى السياسي والوعى الأخلاقي، والوعي الديني، الوعي بالطبيعة ... الوعي الصحي 

ومن ثم فإن الوعي الصحي هو أحد فروع الوعى الاجتماعي وأن بناء الإنسان على أساس من المسئولية والوعى هو الهدف الأول لأى مجتمع يريد أن ينمو ويتطور في مواجهة الأخطار ولابد وأن ننتبه لأهمية التوعية الصحية وأن نجعل محورها الإنسان الذي تستطيع عن طريق إشراكه واحساسه بالمسئولية والإيمان بأهمية تلك المشاركة والتعاون في سبيل الوصول إلى أعلى مستوى من الرعاية الصحية وفي إطار ذلك ظهرت بعض التعريفات للتوعية الصحية ، منها ما وصفته لجنة خبراء منظمة الصحة العالمية فقالت هي اقناع الناس ، ودعم الممارسات التي من شأنها أن تؤدى بهم إلى حياة مليئة بالصحة واستعمال الخدمات الصحية المتاحة لهم بفطنة وبعقل واتخاذ القرارات الخاصة بهم سواء فردياً أو جماعياً من أجل تحسين حالتهم الصحية

واستخدمت منظمة الصحة العالمية التوعية الصحية مرادفاً للتربية الصحية في تعريف آخر فقالت : التربية الصحية عملية تربوية تتحقق عن طريقها تغيير مفاهيم واتجاهات سلوك الشعب الصحى بما يؤدى إلى الوقاية من الأمراض والمحافظة على الصحة وتحسينها والعودة للصحة سريعاً في حالة المرض بدون مضاعفات أو بأقل ما يمكن من المضاعفات وتعمل على إشراك الأفراد والشعب إيجابياً في حل مشاكله الصحية وإشراكه فيما يقدم له من خدمات.

وتقول مرفت مرسى ، إن التوعية الصحية هي عملية ذات فن ومهارة تحتاج إلى خبراء متخصصين للقيام بها وتستخدم وسائل الاتصال الجماهيرى لتبصير أفراد المجتمع والتأثير عليهم لتغيير المفاهيم والاتجاهات والسلوك والإقلاع عن العادات الضارة لمنع المرض والوقاية منه وتحسين أحوالهم الصحية وينبغى إشراكهم إيجابياً للقيام بذلك ، وهي مكملة للخدمات الصحية والوقائية والعلاجية التي تقدمها الدولة (1).

وفي ضوء هذه التعريفات يقدم الباحث تعريف للتوعية الصحية بإنها مجموعة الخبرات التي يتعرض لها الفرد عبر وسائل الاتصال وتؤدى به فى النهاية إلى اتباع أسلوب إيجابي للحفاظ على صحته وصحة أسرته ، ومن ثم المجتمع.

أهم مراحل تطور مفهوم التوعية الصحية :

مرت مراحل التوعية الصحية فى مصر كغيرها من دول الوطن العربي بعدة مراحل أساسية هي

أولاً: مرحلة الاعتماد على تقديم الحقائق والمعلومات :

هذه المرحلة برزت خلال الفترة من عام ۱۸۳۰ - ۱۹۲۰ وتتلخص هذه الفترة في أن كل ما يحتاجه الناس هو المعلومات الصحية ، فإذا ما قدمت لهم هذه المعلومات في جرعات مستساغة فإنهم يقومون بتطبيقها .

ثانياً: مرحلة تزيين المعلومات وتقديمها بطريقة جذابة :

وهذه المرحلة برزت خلال الفترة من عام ١٩٢٠ - ٩٤٠ خلال الملخص هذه المرحلة في تقديم المعلومات بأسلوب يحرك الأحاسيس والمشاعر من خلال الفكاهة والترفيه والأغاني والتمثيليات ويعتمد ذلك على وسائل الإعلام الجماهيرية وخلط الدعاية بالتنفيذ.

ثالثاً: مرحلة تنظيم المجتمع :

وهذه المرحلة برزت خلال الفترة من عام ١٩٤٠ - ١٩٦٥ وهي مرحلة الاهتمام بحاجات الجماهير واستعمال الطرق التربوية والمشاركة الجماعية في حل المشاكل والتعليم عن طريق الممارسة.

رابعاً: المنهج السلوكي :

المنهج السلوكي بدء من عام ١٩٦٥ حتى الآن ۱۹۹۹ ، وهذا المنهج يعتمد على إحداث تغيير موجه للأفراد والجماعة من خلال ما يقدم من معلومات صحية بقصد تكوين اتجاهات تؤدى إلى تحسين في الأنماط السلوكية بحيث يتحمل الأفراد والجماعات مسئولية مواجهة المشاكل الصحية وإصدار التشريعات الخاصة بذلك (١).

أهم ميادين التوعية الصحية :

(1) المنزل

(۲) المدرسة


(۳) المجتمع.


أولاً: المنزل :


مجالية الوسط


ملتان کیاتعمال خدما

يعتبر المنزل أهم ميادين التوعية الصحية حيث إن المنزل والأسرة هي الخلية الأولى والأساسية للمجتمع ، والمجتمع يصلح بصلاحها ، وذلك من خلال تربية الأطفال تربية صحية سليمة ، وذلك مسئولية الوالدين اللذين يقدمان القدوة الحسنة لأطفالهم ، حيث يتعلم الطفل في سنوات عمره الأولى مبادئ الوقاية والعادات الصحية السليمة. ومما هو معروف مدى تأثير سنوات الطفل الأولى في تنمية شخصيته وأهمية الأسرة في تنمية العادات الصحية السليمة لديه.

فالتوعية الصحية المنزلية عملية مستمرة تمتاز عن غيرها بوجود مصادر للتعليم ، وهم الوالدين والأخوه والأقارب فالمنزل يهي فرصة كبيرة يمكن الاستفادة منها في تربية الأطفال .

تربية صحية سليمة وغرس سلوك صحي سليم في نفوس الأطفال منذ الصغر، ولذلك يتطور سلوك البالغين إلى سلوك أقوم إذا عرفوا أنهم سيكونون مثالاً يحتذى به أطفالهم الصغار

ومن أمثلة السلوك الصحى الذى يتعلمه الأطفال من المنزل غسل الأسنان وكذلك غسل اليدين قبل الأكل وبعد الأكل. وممارسة الرياضة بصفة مستمرة فأمثلة هذه السلوكيات الصحية السليمة يتعود عليها الطفل منذ الصغر وتظل معه طوال حياته.

إلى الأبناء الذين يقومون بالشرح والتفسير والتوعية ). فالمنزل وما يحويه من أفراد الأسرة عامل هام في تبادل الثقافة الصحية أي من الآباء

لذلك ، اهتمت منظمة الصحة العالمية بهذا الشأن بعمل بحوث التربية الصحية في مجال صحة الأسرة وثم التركيز على دور الفرد والأسرة في العناية بالنفس والنهوض بالصحة هذا من ناحية انتشار الوعى الصحى من الآباء إلى الأبناء كما هو مسلم به ، بينما أحياناً يؤثر الأبناء في أبائهم ويعلمونهم وتتضح ذلك في تجربة أقيمت في بومباي بالهند في مركز للرعاية الصحية الشاملة تضمنت التجربة تقديم وجبة غذاء مجاناً في أحدى المدارس وتعليم الأطفال كيف يتبعون المبادئ الصحية السليمة في الأكل والهدف من ذلك ليس إطعام الأطفال فحسب بل تثقيف أمهاتهم حول ضرورة وكيفية تطبيق نظام غذائي متوازن لعائلتهم ويتكلفة في متناولهم وقد أدرك المسئولون أن بإمكان الأطفال أن يحملوا الرسالة وينقلوها ، ولذا بدأوا في استخدام الأطفال بصورة منظمة لهذا الغرض لا لصالح الأطفال وحدهم ، ولكن أيضاً لصالح أسرهم والمجتمع كله في نهاية المطاف .

ويعتبر التثقيف الصحى للنساء طريقة لتدريب المثقفين الصحيين المجتمعين وينجح في إبراز هذه الفكرة مثل يقول : «علم أماً كيف تعتني بصحتها تعلم هي البشرية بأجمعها. وتصبح النساء نماذج إيجابية عندما يتلن ثقافة صحية ملائمة ، وهكذا يتهيأن التغير السلوك حتى نتج عنه أساليب معيشية أصح تؤدى فى النهاية إلى مستويات أعلى الصحة مجتمعاتهم

وحيث إن النساء يعلمن الأطفال السلوك الاجتماعي ويوجهنهم نحو ما يبدو لهن أنه مؤهل للصحة ، فإنهن بذلك يعملن مثقفات صحيات إلا أن كثير من السلوكيات التي يكرسنها ويعلمتها للآخرين تكون ضارة بالصحة ..

لذلك يتحتم أن تكون إحدى وظائف برامج التثقيف الصحي فرز العادات القائمة ضمن الإطار الثقافي وترويج ما يعرف منها أنه معزز للصحة ومكافحة تلك التي يعرف ضررها وعدم المساس بأي من العادات التي يظهر أنها لا تضر ولا تنفع ).

وخلاصة ذلك أن الأسرة هي أهم المجالات التي يمكن عن طريقها نشر الوعي الصحي. وذلك عن طريق

(1) توجيه الأسرة إلى عوامل تحسين البيئة الصحية المنزلية مثل إيجاد المورد المالي السليم والتخلص من الفضلات والقمامة وتنشئة الطفل من الصغر في بيئة صحية سليمة وممارسة العادات والسلوكيات الصحية السليمة .

(۲) إرشاد الوالدين ليكونوا قدوة حسنة أمام أطفالهم والكبار أمام الصغار في سلوك صحى أقوم

(۲) إرشاد الأسرة إلى حسن اختيار وإعداد الأغذية ، وكذلك تخزينها تخزنيناً صحياً حتى لا يفقد الغذاء قيمته الغذائية .

ففي البلاد الأكثر تقدماً يتم الجزء الأساسي من التوعية الصحية داخل الأسرة حيث يتم تأصيل القواعد الصحية وحين تتأصل القواعد الصحية فإنها ستنتقل بالتالي من جيل إلى جيل

وبهذا المعنى فإن الاستثمارات الموظفة في التوعية الصحية يكون لها أثر يمكن أن يتزايد بعد أن تكون المبادئ البسيطة قد استوعبت وطبقت عملياً.

ومما تقدم يمكن القول أن الأسرة هي المجال الأساسي لنشر الوعي الصحي والتعليم الصحى السليم بما يلقاه الفرد داخل الأسرة من أسس ومبادئ للعادات الصحية السليمة

ثانياً: المدرسة :

تعتبر المدرسة أحد أهم ميادين التوعية الصحية وأصبحت المدرسة من وسائل إعداد المواطنين ، حيث إنها تتعلق بإمداد التلاميذ بالمعرفة والمعلومات والرحلات التي توضح للتلاميذ طرق العناية لتوفير أسباب الصحة ودرء أسباب المرض.

حيث بعد التعليم من أهم مصادر تشكيل الوعى الصحى لدى أفراد المجتمع والمدرسة .




تعليقات

اترك تعليقك علي الخبر

Heah seo

الأرشيف