كيف أسترد السادات الأرض من الأعداء



كيف أسترد السادات الأرض من الأعداء 

 لم تكن معركة الأرض وحدها، بل كانت معركة هوية ووجود من الصهاينة إلى الإخوان الإرهابيين ومن الاحتلال المباشر إلى محاولات التمزيق والتفتيت من الداخل، سطر أبطال الجيش المصري ملاحم لا تنسى دفاعا عن تراب الوطن، ونودا عن كرامته، وتمسكا بحقه في أرضه وتاريخه في ذكرى تحرير سيناء ترفع رؤوسنا فخرا، وتردد بصوت واحد أن تفارق خريطتنا أبدا، ولن تطفئ نار عشقنا لها محاولات التهجير أو الاحتلال


الأرض التي باركتها السماء


ليست سينا مجرد موقع جغرافي أو منطقة حدودية، بل هي أرض مشى عليها الأنبياء، وتجلى الله فيها على جبل الطور، ومرت بها العائلة المقدسة في رحلتها المباركة إنها قطعة . من التاريخ السماوي، ونافذة روحية تطل منها مصر على قدسية الماضي لهذا، لم تكن محاولات تهويدها أو إرهابها مجرد اعتداءات عسكرية، بل اعتداء على ما هو أعمق من التراب على الروح والهوية والرسالة.


بداية الحكاية


سيناء في الأرض التي تحمل بين رمالها آثار النبي موسى ومقامات الأولياء، وكنوز الحضارات القديمة وهي الأرض التي ظلت تلهم الشعراء والكتاب والمجاهدين، وتجسد صورة الوطن في ذروته قويا. نقياء شامخا.


في الخامس من يونيو عام ١٩٦٧، سقطت سيناء تحت الاحتلال الإسرائيلي في واحدة من القيسى لحظات التاريخ المصري والعربي احتلت الأرض، لكن لم تحتل الإرادة ولأن الشعوب العظيمة لا تقاس بقوة الجيوش فقط بل بإصرارها على النهوض بعد السقوط بدأت مصر فورا إعادة بناء قوتها العسكرية والروحية، تمهيدا للنار والعودة


جيش مصر.. حارس الحلم وسور الأمل


جيش مصر لم يكن يوما مؤسسة عسكرية فقط بل كان ولا يزال حارس الحلم، وسور الأمل، ودرع الوطن وسيفه في كل أزمة، يتقدم الصفوف يواجه يتحمل، يُضحي في معركة تحرير سيناء، قدم الآلاف أرواحهم فداء للوطن وفي معركة الإرهاب، لم يتردد لحظة في دخول المعاقل المظلمة، ليظهر الأرض من دنس الخونة.


اندلعت حرب الاستنزاف، وشهدت خلالها سيناء عملیات نوعية وضربات جريئة أذهلت العدو كانت حربا لا تبت على الهواء، لكنها كانت تسجل على أرض الواقع روحا جديدة تبعث في الجيش المصري، وتعده ليوم النصر ثم جاءت بات لحظة الخلود في الساد السادس من اكتوبر عام ۱۹۷۳ حين عبر الجنود المصريون قناة السويس وحطموا أسطورة خط بارليف وأثبتوا للعالم أن مصر لا تعرف المستحيل.


ورغم الحروب والتحديات الاقتصادية، والمؤامرات الخارجية، لم يفقد الجيش انتماءه للشعب مب نقل الجندي المصري نموذجا للبسالة، مستعدا أن يودع أمه بدمعة، ويقبل تراب سيناء بقبلة الوداع، وهو يعلم أن العودة ليست مضمونة لكنها شريفة.


رسالة الشهداء لا تفرطوا في الحلم


في كل ذكرى لتحرير سيناء، ترتفع في الأفق أرواح الشهداء كانها تقول: لا تفرطوا في الحلم لا تتركوا الأرض تنسى، ولا تجعلوا دماءنا ماء إن كل خطوة على تراب سيناء، يجب أن تكون بخطى وعي ومسؤولية فالحفاظ على ما تحقق، لا يقل بطولة عن تحقيقه


السيادة الكاملة


اشرت نتائج الحرب عن استعادة العزة السياسية، ودخلت مصر مفاوضات شاقة قادها رجال الدولة بعزيمة وإصرار، لتسترد الأرض كاملة وفي الخامس والعشرين من أبريل عام ۱۹۸۲، رفع العلم المصري على آخر نقطة في سيناء، باستثناء طابا التي ظلت تحت السيطرة الإسرائيلية حتى عام ۱۹۸۹ ، حين استعادت مصر حقها عبر التحكيم الدولي لتسجل سابقة قانونية أذهلت العالم، وأكدت أن من يملك الحق لا يخشى الميدان ولا ساحة المحكمة


رسالة الشهداء واضحة هذه الأرض لا تباع، لا تنسى، لا تترك كل حفنة رمل فيها حكاية كل صخرة شاهد، وكل واد نادي باسم شهید. فكيف لا نخاف على أرض نطقت بدمائنا ؟


في ذكرى تحرير سيناء ترسل التحية لكل يد قاتلت، وكل روحصعدت، وكل قلب عاشق للوطن ما زال يخفق تحية إلى جنود أكتوبر إلى شهداء معركة الإرهاب إلى رجال الجيش والشرطة إلى أهالي سيناء الشرفاء الذين رفضوا الخضوع، ووقفوا سندا للدولة وقت المحنة. تحية إلى من أمنوا بأن الوطن ليس مجرد عنوان على البطاقة بل شرف لا يساوم عليه تحية إلى من رددوا "الله أكبر" على الضفة الشرقية، وإلى من صمدوا في الكمائن ضد الخيانة، وإلى من يرابطون اليوم دفاعا عن الحدود.


سيناء تحت نار جديدة


ما إن استردت مصر سيناء من أيدي الاحتلال حتى بدأ عدو جديد يتسلل إلى الأرض عدو لا يأتي بدبابات ولا يرفع راية، لكنه يحمل الفكر المسموم، والكراهية والدمار كانت الجماعات الإرهابية، وعلى رأسها الإخوان ومشتقاتها تراهن على إسقاط الدولة من بوابة سيناء. لكن الجيش المصري لم يمنحهم هذا الشرف الأسود.


العهد مستمر


في الخامس والعشرين من أبريل، لا تحتفل فقط بذكرى تحرير أرض بل تجدد العهد عهد أن تكمل البناء، أن تحمي ما تم استرداده آن تحكي للأبناء كيف كانت المعركة، وكيف كان النصر، وكيف صار الدم هو الذي خط الحدود.


بدءًا من عام ۲۰۱۱، تصاعدت وتيرة الإرهاب في سيناء، لكن الرد جاء قاطعا عمليات عسكرية شاملة شهداء من خبرة الرجال، وتضحيات بطولية أعادت الأمن إلى الأرض المقدسة لم تكن المعركة ضد الإرهاب مجرد رد فعل، بل كانت معركة وجود خاضها الجيش والشعب يدا بيد ليثبتوا أن الأرض لا تترك، وأن كل شبر منها مسكون بروح شهيد وصوت أم ترفض أن يضيع دم ابنها


مدرا


التحية الواجبة إلى من حملوا الراية


وفي ذكرى هذا اليوم الخالد، تقول للعالم هذه مصر، لا تهزم لا تخدع لا تؤخذ على حين غفلة وهذا جيشها، لا ينام، لا ينسى، لا يفرط وهذه سيناء أرض السلام والدم والنور، ستظل تحت رايتنا، وفوق خرائطنا، وداخل قلوبنا


تحيا مصر، وتحيا سيناء، ويحيا كل من قدم عمره لتظل هذه

تعليقات

اترك تعليقك علي الخبر

Heah seo

الأرشيف